hero عضو مميز
عدد الرسائل : 158 تاريخ التسجيل : 21/02/2009
| موضوع: قصة اكتشاف رجل أوروبي للإسلام الأربعاء 25 فبراير - 9:47 | |
| الإسلام وما أدراك ما الإسلام ، ذلك النهج السماوي الإلهي الذي يتأثر به كل من اقترب إليه واطلع على مبادئه ، ذلك النور المتصل بين السماء والأرض ، ليربط عباد الأرض بمعبود السماء ، ويساوي بين العباد كلهم كأسنان المشط ، إلا من طلب الزيادة بالتقوى والعمل الصالح . نتناول في هذه الزاوية كتاباً ، حق علينا أن نترجمه بعدة لغات ونوزعه في أصقاع المعمورة ؛ ليعرف كل خلق الله ما هو الإسلام ؟ كتبه رجل ساقه الله للإسلام فشعر بحلاوته وصفائه ونقاوته ليعلن إسلامه عن قناعة كاملة . قصة إسلام رجل أوروبي ، من أهم رجالات الغرب الذين أسلموا خلال القرن العشرين ، وتركوا بصمة كبرى في الثقافة العربية والإسلامية والأوروبية على السواء ، فـ “ ليوبولد فايس “ النمساوي الجنسية ، اليهودي الأصل ، الذي أسلم فيما بعد وتسمى باسم “ محمد أسد “ درس الفلسفة والفن في جامعة فيينا ثم اتجه للصحافة فبرع فيها ، وأصبح مراسلاً صحفياً في الشرق العربي الإسلامي ، فأقام مدة في القدس ، ثم زار القاهرة ، فالتقى بالشيخ مصطفى المراغي ، شيخ الجامع الأزهر ، فحاوره حول الأديان ، وانتهى إلى الاعتقاد بأن “ الروح والجسد في الإسلام هما بمنزلة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله تعالى “ ثم بدأ بتعلم اللغة العربية في أروقة الأزهر ، وهو لم يزل بعد يهودياً . شُغِل “ ليوبولد فايس “ بالبحث عن الحقيقة ، وكان دائماً مهموماً ومشغولاً ومدهوشاً في الوقت نفسه لظاهرة الفجوة الكبيرة بين واقع المسلمين المتأزم وبين حقائق دينهم الإسلامي المشعة ، وفي يوم راح يحاور بعض المسلمين منافحاً عن الإسلام ، ومحملاً المسلمين تبعة تخلفهم عن الصعود الحضاري ، لأنهم تخلفوا عن الإسلام ، فكان أن أسلم “ محمد أسد “ ليرد رداً حاسماً على اليأس والضياع ، ويعلن مقنعاً بقدرة الإسلام على استقطاب الحيارى الذين يبحثون عن الحقيقة ، حيث يقول الدكتور عبد الوهاب عزام عن إسلامه “ استجابة نفس طيبة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، وإعجاب قلب كبير بالفطرة السليمة ، وإدراك عقل منير للحق والخير والجمال “ . وعن رأيه فيما يثار من أن هناك فرقاً بين الإسلام كدين ، والمسلمين كأشخاص ، يذكر المفكر السويسري “ روجيه دوباكييه “ الذي اهتدى للإسلام أيضاً ، قصة ذكر فيها رداً على ذلك ، حيث قال “ أنا أعرف صديقاً منذ فترة اعتنق الإسلام من السادسة والعشرين من عمره اسمه “ محمد أسد “ كان يهودياً واعتنق الإسلام عام 1926م ، وألف كتاباً بعنوان “ الطريق إلى مكة “ وأصبح من علماء الإسلام ، وله مؤلفات أخرى كثيرة ، قابلته منذ فترة في باكستان حيث يعيش هناك ، وسألته نفس هذا السؤال : هل هناك فرق بين الإسلام كدين والمسلمين كأشخاص ؟ فقال لي “ إذا كنا قد اعتنقنا الإسلام فليس هذا بسبب المسلمين ، لكن السبب أن الإسلام حقيقة لا ينكرها أحد ، صحيح أن هناك تدهور في حال المسلمين ، ولكني أصارحك القول بأن التدهور في حال أصحاب الأديان الأخرى أكثر مما هو في المسلمين ... إن الإسلام آخر تعبير عن الرحمة الإلهية ، وما زال قادراً على العطاء ، عطاء كل ما يُخَلِّص الإنسان من شقاء الحياة وآلامها ومتاعبها ، إن الإسلام يجدد الصلة بين المرء وربه التي قطعها إنسان اليوم ، حتى إذا كان المسلمون في حال تدهور أو انهيار ، فإن دينهم قادر على منحهم الحياة السعيدة المطمئنة التي تعينهم على التغلب على تلك الأزمات الأخلاقية التي يعيشها الغرب “ انتهى . هكذا حلل محمد أسد الوضع ، فكم كان طرازاً نادراً من الرحَّالة في عالم الأرض ، وفي عالم الفكر والروح . قام محمد أسد بعد إسلامه بأداء فريضة الحج ، كما شارك في الجهاد مع عمر المختار ، ثم سافر على باكستان فالتقى الشاعر محمد إقبال ، ثم عمل رئيساً لمعهد الدراسات الإسلامية في لاهور ، حيث قام بتأليف الكتب التي رفعته إلى مصاف ألمع المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث ، وأشهر ما كتبه محمد أسد كتابه الفذ “ الإسلام على مفترق الطرق “ والكتاب الذي بين يدينا “ الطريق إلى مكة “ كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم وصحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية . كتاب يخرج من دائرة توثيق السيرة الذاتية ، ليدخل في عدة مجالات ، كتحليل الأحداث تحليلاً تاريخياً نفسياً ، جمع فيها مؤلفه بين عدة ثقافات حيث تحدث عن الثقافة الغربية ، ونظرتها للإسلام وللبلدان الإسلامية ، وقارن حتى على مستوى نفسه قبل اعتناقه للإسلام وتواجده في البلدان العربية كفلسطين وتركيا ، وبعد اعتناقه للإسلام ، ومقارنته بين الإسلام الأصيل ، وما يشاع عنه في تلك الدول الغربية بأنه سبب تخلف المسلمين وسبب حالة الفقر المنتشرة بينهم ، ونراه يتنقل بنا من مكان لمكان ، ومن شخصية لأخرى ، ومن ثقافة لثقافة ثانية ، في تناغم شديد الجمال والترابط ، لا يبعدك عن هدفه الأساس ومحور كتابه ، وهو البحث في ذات الإسلام وكينونته ، وتعاليمه . قدم للكتاب الأستاذ : صالح بن عبد الرحمن الحصين ، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، ولا أظن أن الكتاب كان سيقع بين يدينا ، وهو مكتوب بغير اللغة العربية ، لولا جهود مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض ، التي أخذت على عاتقها ترجمة هذا الكتاب ونشره ، ليكون تجربة عملية لرجل عاصر ثقافات شتى ، وجالس شخصيات كُثُر ، ونقل كل ما في جعبته عن طريق وصوله إلى هذا الدين الجلي في كتاب من الوزن الثقل ، بتلك الخبرة التي أسقطها في الكتاب . ناهزت صفحات الكتاب خمسمائة صفحة ، حيث كانت بداية الكتاب في المقدمة التي جاءت على لسان مكتبة الملك عبد العزيز ، تلا ذلك التقديم ، فمقدمة المؤلف التي ذكر فيها أن الإيمان حلَّ عليه عبر رحلة السنين دون أن يسعى إليه عن قصد . وبدأ المؤلف يسرد فصول كتابه الواحد تلو الآخر ، حيث عنون الفصل الأول بالعطش الذي عانى منه في الصحراء بعد تلك العاصفة الرملية ، وأشرف على الموت عطشاً ، لولا لطف الله وعنايته به ، في آخر لحظات معاناته يجده الرجال ويقدمون له المساعدة ، ويعنون الفصل الثاني ببداية الطريق ، حيث يسرد فيها بداية طريقه للإسلام ، والحوادث التي مر بها ، والأفكار التي راودته وتلك المقارنات التي عقدها بين الإسلام وغيره من الديانات ، والتي دائماً ما كان الإسلام ينتصر فيها بأدلته وعقلانيته ، ويأتي الفصل الثالث تحت عنوان رياح ، والذي يسرد فيه توجهه مع رفيقه لمكة رغم أنهم شدوا رحالهم لتيماء وكأن الرياح هي التي توجههم ، في حين عنون الفصل الرابع بأصوات وهي تلك الكلمات التي ينشدها “زيد” أثناء مسيرهم على الجمال لحثها على السير وللترويح عن النفس ، في حين جاء الفصل الخامس تحت عنوان روح وجسد ، والتي يحكي فيه مسيرته التي امتدت أربعة عشر يوماً لمكة المكرمة ومروره بحائل والمدينة المنورة ، وجاء الفصل السادس تحت عنوان أحلام ، حيث يتحدث عن كرم الضيافة التي حفه بها الأمير ابن مساعد في حائل ، والملك عبد العزيز في الرياض ، ويسرد حكاياته فيها عن إصرار الملك عبد العزيز ــ طيب الله ثراه ــ عندما كان صغيراً في الكويت على استرداد أمجاد عائلة آل سعود ، ويأتي الفصل السابع تحت عنوان في منتصف الطريق والذي يتحدث فيه عما حدث له حين ترك حائل وتوجه للمدينة المنورة مع اثنين من رفاقه لإنجاز مهمة كلفه بها الأمير ، وعنون الفصل الثامن بكلمة جن ، حيث يحكي فيه رحلته في الصحراء ، واعتراض أفعى سوداء طريقهم ، وقتله لها بالبندقية ، ويستمر في سرد حكايته أما في الفصل التاسع الذي عنونه برسالة فارسية ، حيث يتحدث فيه عما جرى له في إيران ، ويذكر انطباعاته لما يراه هناك ، ويأتي الفصل العاشر تحت عنوان دجال ، فيسرد فيه الحديث الذي دار بينه وبين الشيخ ابن بليهد في المكتبة ، مسهباً في التحدث عن الشيخ ابن بليهد في هذا الفصل ، ويأتي الفصل الحادي عشر تحت عنوان جهاد ، الذي تناول فيه “سيدي محمد الزواوي السنوسي” متحدثاً عنه بإسهاب ، ويختم المؤلف كتابه بالفصل الثاني عشر الذي عنونه بنهاية الطريق ، حيث ترك المدينة المنورة سالكاً الطريق الشرقي الذي سار عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حجة له إلى مكة المكرمة . هو كتاب يستطاب العيش معه ، سهل العريكة ، طيب المعشر ، يفتح لك نافذة كبيرة كبيرة كبيرة جداً للولوج إلى قلب الأحداث ، والعيش معها ، وكأنك رفيقه في دربه الطويل من أوروبا حتى مكة المكرمة .
تحياتي لكم | |
|
boody
عدد الرسائل : 94 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: رد: قصة اكتشاف رجل أوروبي للإسلام الإثنين 16 مارس - 14:44 | |
| | |
|
Amado
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: رد: قصة اكتشاف رجل أوروبي للإسلام الأربعاء 25 مارس - 1:56 | |
| شكر علي المجهود الرائع دة الله يبارك فيك | |
|